حنين للماضي




لم يعد للحياة طعم كما كان في الماضي لما كنا صغارا وكانت الطبيعة تزخرف المحيط بأزهارها وفراشاتها الجميلة, كنا نأكل بشغف ونتذوق بلهفة ولم نكن نخلف شيئا على الطاولة, لقد كان لكل شيئ قيمة عالية حتى ان ذاكرتي ما تزال تتذوق طعم اللوبيا الحلو مع حبات الزيتون المشرمل وحبة فلف حار يسيل اللعاب ولا يبقي ولا يذر شيئا قابلا للأكل فوق المائدة, أسترجع تلك الأيام وأتحسر عليها من الأعماق ..انه الحنين للماضي أو هو رغبة في العودة نحو الأصل نحو الطبيعة, وهناك في أوربا أصبح الناس يهاجرون من صخب الحياة وصداعها نحو القرى وبدأوا يغرسون طعامهم بأيديهم كما أن محلاتهم تبيع منتوجات عضوية بأثمان باهضة وصاروا يعلمون أكثر من غيرهم مدى خطورة الغذاء المصنع أو ذاك المغروس في بيوت بلاستيكية..هناك يستخرجون طماطم بحجم كرة القدم تكفي حاجة البيت لأسابيع لكنها بدون طعم..وكذلك الذي يعيش حياته بدون هدف ولا يعرف لماذا ما يزال حيا لا يتذوق سوى المرارة ويخيب سعيه مادام قابعا هناك جثة هامدة يلعنه الأحياء والأموات ..
يقول أحدهم انه ضل جالسا في غرفة ضيقة فأحس بوحدة موحشة حتى صار يبكي ويبكي الا أن أحدا لم يسمعه وقرر حينها أن يرسم هدفا"بأن يساهم في الحياة بطريقة ما بحيث تستمر الى ما بعد انقضاء حياته",

No comments:

Post a Comment

الإنسان الحر تصميم بلوجرام جميع الحقوق محفوظة 2014

Theme images by sndr. Powered by Blogger.