اذا نظرت حولك
ترى جموعا من الناس من كل شكل ولون, ولو قدر لك أن تقرأ ما يجول بداخلهم لاندهشت
من أفكارهم وأحاديثهم اللامتناهية, ومنها ما تعنيك ومنها ما لا تفهم معانيها,
والآن أجبني من فضلك, لماذا نعير اهتمامنا لما قد يضنه الناس حولنا؟ كيف أصبحت
أفكارنا رهينة ومشوشة بنظرات غيرنا ؟ هل لكوننا نتعايش في مجتمع واحد؟ أم أننا
أضعف حلقة في المجتمع ؟لماذا نخشى الظهور على حقيقتنا ؟
نحن نعيش لغيرنا لأننا نفتقد الثقة بأنفسنا , نسعى وراء رضا الناس عنا ولا نسأل عما ان كنا راضون عن أنفسنا , نختار أفضل صورة بأبهى حلة فنضعها على جدران الفيسبوك منتظرين تعليقات الثناء والإنبهار والإعجاب, ندخل محلا للملابس برفقة أحد الأصدقاء حتى يليق له ما سنقتنيه.
لم نعد نهتم
لأذواقنا ولا يهم ما نراه مناسبا سوى ما رآه الآخرون كذلك, نحن نعيش في منتهى
النفاق والتمظهر أصبح مبدأ يملي علينا تصرفاتنا وحركاتنا وسكوننا وما يتلفضه
لساننا , لقد فقدنا وجوديتنا ولم يعد لنا جوهر ولا معنى لحياتنا..
اهتمامنا
بالماديات وانغماسنا في الشهوات حتى صار شهر العبادة مناسبة للمقتنيات والمشتريات
والأكل باسراف , مستهلكين مستغلين من طرف المعلنين والبائعين وأصحاب المحلات , حتى
الشركات الأجنبية أصبح لعابها ينهمر علينا بقوة وافتتحت مقراتها ببلدنا خصوصا
شركات الهواتف النقالة..
أذكر يوما في احدى الدورات التدريبية التي أشرف عليها
أستاذ مغربي مقيم بأمريكا والذي أكن له كل الإحترام والإعجاب بل كنت مندهشا من
تفرد شخصيته ودرجة ذكاءه, حين نظر نحو أحد الشباب وبيده هاتفا يظهر أنه من نوع
باهض الثمن فسأله بكم اشتريته , قال الشاب ب ثلاثة ألاف درهم, قال له ما مهنتك,
أجاب أنا طالب, قال ومن اقتنى لك الهاتف , أجاب: أبي, فأخرج الأستاد هاتفه وكان من
النوع العادي جدا حتى أنه يكاد يكون منقطعا من السوق , فقال هذا هاتفي ولا حاجة لك
بهاتف سوى أن تتصل وتتواصل, ولعلمك فاني أتلقى ثمن هاتفك على كل يوم من هذا
التكوين.
الظاهر من الأستاذ أنه علم قيمة الجوهر
وخطورة الماديات على اتزان روحه واستقرار عواطفه فارتباطنا بالماديات سبب لنا
مشاكل لا تحصى من قلق على فقدان شيئ وغضب على سقوط شيئ ..
أن تكون ناجحا
يعني أن تكون فقيرا في مظهرك غنيا في جوهرك..
No comments:
Post a Comment