التغيير يبدأ من الداخل




في الوقت الذي تراجع فيه نفسك, تقيم حصيلتك في الحياة وتتفحص رصيدك فلا تجد ما يرضيك, تتساءل : أين كنت والى أين أنا ذاهب وما مصيري ؟ ما الذي يجعلني عاجزا عن العطاء ولماذا نجح الآخرون وبقيت فاشلا؟ ما الذي يشكل الفارق بيني وبينهم؟ .. لكنك لا تجد جوابا شافيا وتبدأ في لوم نفسك وتحطيم كيانك من الداخل الى الخارج حتى ينظر نحوك الناس بعطف.

في الوقت الذي تخونك الإرادة وتتخلى عنك العزيمة وتحتار أمام حالك , تفقد الحيلة والأسباب وتستسلم لظروفك القاسية, حينها ينبعث منك شخص جديد وينكشف عنك الغطاء ليبدأ اجتماع طارئ بينك وبين نفسك .

هل سبق أن حاسبت نفسك؟ هل يحصل لك أن تصمت للحظات وتخفض رأسك ليتدفق الدم محملا بالأكسيجين وتخوض في تفكير عميق ؟ اعلم أنها لحظات التغيير .

لطالما غيرنا من ملابسنا وأكلنا وأمكنة ارتيادنا وجلوسنا وأصدقاء ضيقوا علينا, وكثير من الأشياء وكأننا نسكب الماء في الرمال لأننا لم نحاول يوما تغيير ما بداخلنا ولم نعلم أن التغيير الحقيقي يبدأ من نفوسنا وليس من الخارج, والعيب كل العيب أن نسمع هذا الكلام مرات ومرات ونسمع عن حقائق وقصص تشهد بأهمية التغيير من الداخل ونحن نعاني ونتألم ولا نتصرف.

العالم كله يتحرك من حولنا ونحن باقون على نفس الوتيرة دون حركة فالأيام تتوالى والسنين تمر بسرعة ويشيب الشعر وتتراخى المفاصل ويصيبنا الوهن وما نزال نفضل القعود حتى يضيق المكان بنا.

والآن تخيل معي..اليوم, تنتهي قصتك في الحياة, تذبل حيويتك, وتنطفئ شمعتك ويبدأ العد العكسي, تتباطئ دقات قلبك, وتبرد قدماك, ويزحف الخلاص على جسدك..أنت في قبرك الآن, هنيئا لك فقد حملت معك جميع قوى عقلك وطاقات بدنك وايمان قلبك معك, كل ذلك لم تستخدم منه شيئا وما زال خاما في كيسه..

قيل من باب المزاح أن مزادا للعقول افتتح في احدى البلدان الغربية وكان من بينه عقل ياباني وآخر أمريكي والآخر مغربي وكان الأخير الأغلى من بين جميع العقول المعروضة فاستغرب الحاضرون وقالوا كيف يكون ذلك ؟ فأجاب البائع انه ما زال جديدا ولم يستخدم قط .

No comments:

Post a Comment

الإنسان الحر تصميم بلوجرام جميع الحقوق محفوظة 2014

Theme images by sndr. Powered by Blogger.